الدكتور عمر عبد الكافي :
أذكر الله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا صلى الله عليه وسلم ، أولاً مرحباً بأخوتي الفضلاء الذين أستمد من إخلاصهم الكثير حينما أوجد بينهم ، أستشعر أنني أستنشق عبير الخير ، و رحمات الأنس بالله ، فهم الذين نستمد بعد فضل الله تعالى من أفضالهم ، ومن تواجدهم معنا ، ومن تواضعهم الجم ، أن نتحدث بينهم جزاهم الله عن الإسلام خيراً ، وبعد :
كان يعقوب عليه السلام له اثنا عشر ولداً ، يوسف وأخوته ، إذا قسمنا المسألة نجد الأحد عشر فيهم صفات عديدة ، تربوا على أربع وثلاثين صفة سيئة ، من حقد ، وحسد ، وضغينة ، وترتيب مكائد ، وترتيب الصلاح على القتل ، وعدم محبة الخير ، والتعدي على حقوق الوالد ، تالله إنك لفي ضلالك القديم ، أمام هذا الخلق ، كان خلق يوسف في الجانب الآخر الحلم ، والتواضع ، والتسامح ، وإيثار الغير ، إلى غير ذلك ، وما أشبه رمضان والشهور التي تسبقه بيوسف وأخوته ، عاش يعقوب ينظر بعد أن فقد بصره إلى أبنائه الأحد عشر فما ردّ له بصره ، ولكن ردّ بصره إلا فضل الله عز وجل ، و أن ألقي على وجهه قميص يوسف رد البصر إليه مرة أخرى ، وكأن شهر رمضان حينما يأتي إلينا ونحن عشنا أحد عشر شهراً قبله ننسى ، وقد نحقد ، وقد ننسى ، وقد ندبر المكائد ، وقد نغتاب ، ونخوض في الأعراض ، تأتي ريح رمضان فيرتد قلب المؤمن الصائم بصيراً فيبصر الحقائق ، فكشفنا عنك غطاءك ، الإنسان جميل أن يذكر ولا يستطيع أن يعيش دون ذكر ، لكن هذا مسلم سلبي، يجب أن يكون المسلم إيجابياً ، والمسلم الإيجابي هو إنسان مقدام في صناعة الخير ، فهو ليس مسلماً لازماً ، لأن الفعل في اللغة العربية فعل لازم و فعل متعدي ، المسلم يختصر الفعل المتعدي لكن ليس متعدياً على الغير وإنما متعدي بالخير للغير ، هذا المسلم الذي يذكر الله تعالى تصيبه أو تهبط على قلبه نفحات الرحمة ، نفحات الرحمة تجعل لسانه ذاكراً ، تجعل عينه مبصرة إلى حقائق الأمور ، تجعل قلبه يقظاً مع الله عز وجل ، وهو إنسان لأن لسانه يذكر وجوارحه تذكر ، فيده لا تمتد إلى شبهة ، ولا تمتد إلى حرام ، وقال علماؤنا : "من أكل الشبهة أربعين يوماً عصت جواره شاء أم أبى " .
فإذا أكل الحلال استجيبت دعوته ، وإذا أكل الحلال لانت جواره بطاعة الله ، إذا أكل الحلال أصبح مذكراً غيره بالله سبحانه وتعالى ، وهذه طبيعة المؤمن أن نذكر غيرنا ، والإنسان الذي يفقد الشيء لا يستطيع أن يعطيه ، أذكر أولاً ونذكر أنفسنا ونذكر الناس ولكن باللين والرفق ، وسبحان الله اشترط العلماء بالصديق الذي أصاحب أن تذكرني بالله رؤيته ، وأن يدلني على الله حاله ، وأن يزيد في علم المنطق مآله .
الأستاذ ملهم :
دكتور عمر أنا سوف ألتقط الخيط دكتور عربي من كلام الأستاذ الجليل عمر ، من خلال وذكرهم بآيات الله ، أنا أريد أن أنتقل إلى جزئية مهمة يوم عيد الفطر ، السؤال ما سر يوم عيد الفطر ؟