الحياة امل
الحياة امل
الحياة امل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحياة امل

كل ما يتعلق بالمجتمع زواج المراة صحة عروس تجميل ازياء طرز خياطة تجميل ديكور منزل زوجين دين ودنيا
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» : كسب المال من مناصب عمل في شركة تسويق وانت في منزلك 
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت فبراير 01, 2014 3:03 pm من طرف Admin

» اسطورة جزائرية من التراث اسمها يوم العجوز
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالجمعة يناير 31, 2014 12:01 am من طرف Admin

» كسب المال اتوماتيك بالنقر الاتماتك افتح الصفحة و اتركها تنقر
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالخميس نوفمبر 14, 2013 3:41 pm من طرف Admin

» قصة حيزية (الأميرة الهلالية الجزائرية)
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 3:06 pm من طرف mumu

» موعد تسجيل شهادة البكالوريا بالجزائر 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:35 pm من طرف Admin

» حددت وزارة التربية الوطنية سنة 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:33 pm من طرف Admin

» موقع تسجيل شهادة التعليم المتوسط الجزائرية 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:30 pm من طرف Admin

» ]رحبا بزوار وأعضاء منتدى الدراسة في الجزائر
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:26 pm من طرف Admin

» الجلابة المغربية لرمضان 2013
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2013 12:30 am من طرف Admin

المواضيع الأخيرة
» : كسب المال من مناصب عمل في شركة تسويق وانت في منزلك 
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت فبراير 01, 2014 3:03 pm من طرف Admin

» اسطورة جزائرية من التراث اسمها يوم العجوز
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالجمعة يناير 31, 2014 12:01 am من طرف Admin

» كسب المال اتوماتيك بالنقر الاتماتك افتح الصفحة و اتركها تنقر
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالخميس نوفمبر 14, 2013 3:41 pm من طرف Admin

» قصة حيزية (الأميرة الهلالية الجزائرية)
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 3:06 pm من طرف mumu

» موعد تسجيل شهادة البكالوريا بالجزائر 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:35 pm من طرف Admin

» حددت وزارة التربية الوطنية سنة 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:33 pm من طرف Admin

» موقع تسجيل شهادة التعليم المتوسط الجزائرية 2014
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:30 pm من طرف Admin

» ]رحبا بزوار وأعضاء منتدى الدراسة في الجزائر
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 11:26 pm من طرف Admin

» الجلابة المغربية لرمضان 2013
الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2013 12:30 am من طرف Admin

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأكثر نشاطاً
جلبية السيدة فاطمة عليها السلام
الباكاوريا
ادعية مستحبة وحكم

 

 الجزء الثالث من العة الزوجية أخصائي صحة نفسية و إرشاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 124
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/05/2013

الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثالث من العة الزوجية أخصائي صحة نفسية و إرشاد   الجزء الثالث من العة الزوجية  أخصائي صحة نفسية و إرشاد Icon_minitimeالأربعاء مايو 29, 2013 2:08 pm

الحصة الثالثة
إجراءات الزواج:
يتم الزواج في ثلاث خطوات رئيسية هي: الخطبة، و عقد القران ثم الزفاف. فهذه الخطوات تكاد تكون عالمية، تتفق عليها جميع المجتمعات، التي تأخذ بنظام الزواج، القائم على إرادة الزوجين. و مع هذا فإن إجراءات إتمام هذه الخطوات تختلف من مجتمع إلى آخر، و من زمان إلى زمان، فهي في المجتمعات الغربية تختلف عنها في المجتمعات الإسلامية، و في المجتمعات الحضرية تختلف عنها في المجتمعات البدوية و الريفية، و في المجتمعات الحديثة تختلف عنها في المجتمعات القديمة. فكل مجتمع ينظم هذه الإجراءات وفق أعراف يتعارف عليها الناس، أو قوانين تشرعها الجهات المختصة، تحدد الواجبات و الحقوق في كل خطوة من خطوات الزواج، و ترشد الناس إلى إتمام الزواج و حل الخلافات التي قد تنشأ في كل منها.
و سنتناول في هذه الحصة إجراءات الزواج في المجتمع الإسلامي، فنبين أهداف الخطبة، و عقد الزواج و الزفاف، و آداب كل منها و شروطها، و دورها في تنمية الصحة النفسية أو إعاقتها. ونتطرق إلى مرحلة الزواج مع وقف التنفيذ في تعرف كل من الزوجين على الآخر، و اكتشاف مشاعره و أفكاره و اتجاهاته قبل الزواج الفعلي، فإن ائتلفا تزوجا، و إن اختلفا ترفقا قبل المساس.
1- الخطبة:
يتبع في الخطبة ثلاث طرق: طريقة الخطبة في الزواج المرتب من قبل، عن طريق أسرتي الفتى والفتاة، حيث تتفق الأسرتان على زواج ابن إحداها من ابنة الثانية، دون أن يكون للشاب أو للشابة إرادة في ذلك. كما يحدث في بعض زيجات أولاد العم و العمة، أو الخال و الخالة، أو أولاد الجيران أو القبيلة، حيث تتفق الأسرتان على الخطبة و الزواج دون أن يكون للفتى و لا الفتاة ٍرأي في ذلك. فالكبار (أي الوالدان) يقررون، و الأبناء يتزوجون.
هذه الطريقة قديمة، لا يقرها شرع، و لا يقبلها عقل، فيها ظلم للشباب من الجنسين، لأن الزواج يقوم على الإٍرادة، و حرية الإختيار كما أشرنا من قبل. و قد رفضها الإسلام. و حرم كل زواج فيه إكراه للفتى أو الفتاة.
أما الطريقة الثانية، فهي أن يخطب الفتى الفتاة، و يتفق معها على الزواج دون موافقة أسرتيهما، أو يجعل موافقتهما موافقة شكلية، باعتبار أن الزواج مسألة تخصهما هو و هي، و لا دخل لأسرتيهما فيها. و هذا ما قد يحدث في زواج زملاء العمل و النادي، حيث يتعرف الشاب على الشابة، يحبها و تحبه، ثم يخطبها ويتزوجها.
و هذه الطريقة تناسب الخطبة في المجتمعات الغربية و لا تناسبها في المجتمعات الإسلامية، لأنها تقوم على أساس أن الزواج مسألة شخصية، لا دخل للدين و لا للمجتمع فيها، و بالتالي قد تستمر الخطبة لسنوات، يمارس فيها الجنس و الإنجاب، و قد يعقد القران أو لا يعقد. فالناس في المجتمعات الغربية تعارفوا على هذه الطريقة و أخذوا بها في الخطبة و الزواج.
أما الطريقة الثالثة، فهي أن يخطب الفتى الفتاة من أهلها بموافقة الأسرتين ومباركتهما. فإذا سمع الفتى عن الفتاة أو شاهدها و أعجب بها، و اعتقد أن فيها الشروط التي يريدها، أقدم على خطبتها من أهلها، بموافقة أهله و رضاهم.
و هذه الطريقة يباركها الله و رسوله، و تقوم على إرادة الفتى و الفتاة، و تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية و فيها الخير للمجتمع و الأسرة و الخاطبين.
1-1- أهداف الخطبة:
تهدف الخطبة إلى الإعلان الرسمي عن الرغبة في الزواج، و التعارف بين الطرفين، و دراسة كل منهما الآخر، من خلال لقاءات عائلية في أسرة العروس، حتى يتحقق بينهما قدر من الألفة والتفاهم، و يقف كل منهما على ما في الآخر من محاسن تدعوه للإقتران به.
ويدعو بعض علماء النفس والإجتماع العائلي في البلاد العربية إلى التوسع في أهداف الخطبة، وجعلها مرحلة للتحقق من حسن الاختيار، ووقوف كل من الخاطبين على سمات شخصية الآخر، و أساليب توافقه، و طريقته في التفكير، ومشاعره و ميوله و اتجاهاته و هواياته، وأساليبه في التسلية، و مزاجه و خلقه وعاداته في الصرف و الأكل و الشرب و النوم. (إبراهيم، 1976؛ بركات، 1977؛ الخولي، 1986)
و هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بالمعايشة و المخالطة، و تفاعل الخاطبين معا في مواقف لا يقرها عرف و لا دين، و لا يقبلها المسلمون. و هي دعوة طبقتها المجتمعات الغربية لسنوات عديدة (برنهارت، 1967) و لم يثبت نجاحها في تحقيق التوافق الزواجي كان متوقعا، و أدت إلى أمراض جسمية ومشكلات جنسية و اجتماعية و نفسية كثيرة، تئن منها هذه المجتمعات.(مرسي، 1990)
1-2- شروط الخطبة:
الخطبة في المجتمعات الإسلامية مسألة، يحكمها شرع الله، الذي يعتبرها وعدا بالزواج (و بالتالي ليست زواجا)، و اتفاقا مبدئيا بين الطرفين على السير قدما في إتمام إجراءاته، وقد جعل الإسلام لها شروطا، تسهم في تحقيق أهدافها، و تساعد على نجاح الزواج. من هذه الشروط الآتي:
أ‌. أن تكون الخطبة لفتاة غير مخطوبة لأحد، إذ لا يجوز للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه. قال رسول الله -ص-: "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك".
ب‌. توفر النية في الزواج الذي شرعه الله عند الطرفين لاستكمال الإجراءات، وتحمل الصعوبات، و حل الخلافات التي قد تنشأ بينهما.
ت‌. الموافقة من العائلتين: عائلة الخاطب و عائلة المخطوبة، حتى تتم إجراءات الزواج بمباركة الآباء والأمهات ورضاهم ومساعدتهم. فرضا الوالدين عن الخطبة مطلب عظيم لا ينكره إلا جاحد، ولا يمرق عنه إلا عاق.
ث‌. توفير لقاءات عائلية في بيت العروس، حتى ينظر الشاب إلى الفتاة و تنظر هي إليه. قال عليه السلام: "إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل". و قال لرجل خطب امرأة من الأنصار: "اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا".
وتهدف اللقاءات في الخطبة إلى التعارف و تحقيق الرضا المتبادل بين الخاطبين و أسرتيهما و ليس هدفهما تنمية الحب و العشق في نفسيهما. قال ابن تيمية: "من أراد أن يتزوج امرأة فله أن ينظر إليها من غير أن يخلو بها". وقال الإمام أحمد: "ينظر إلى الوجه و له أن يردد النظر إليها، و يتأمل محاسنها لأن المقصود لا يحدث إلا بذلك". (ابن قدامة، 1983)
1-3- آداب الخطبة:
وضع الإسلام للخطبة آدابا للتعارف و الاتفاق على الزواج و الإعلان عن الخطبة، و تنمية العلاقات الاجتماعية بين أهل الطرفين. من هذه الآداب الآتي:
أ‌. البدء بذكر الله تعالى التماسا للبركة، و التوفيق من الله. فقد قال رسول الله -ص-: "كل خطبة ليس فيها تشَّهُدْ فهي كاليد الجزماء". أي كل خطبة ليس فيها ذكر الله، فهي غير سليمة كاليد التي فيها أعراض الجزام.
ب‌. الإعلان عن الخطبة بين الأهل و الأصدقاء في حفل بسيط، لأن الخطبة اتفاق مبدئي على الزواج، و المبالغة في حفلات الخطبة مخالف لشرع الله.
ت‌. الصراحة المتبادلة، فلا يغش أي منهما الآخر، و لا يخدعه. قال رسول الله -ص-: "إذا خطب أحدكم المرأة و هو يخضب السواد فليعلمها أنه يخضب" أي يصبغ. إذ يجب أن يكون الفتى صادقا في نقل صورته و ظروفه وإمكاناته إلى الفتاة و أهلها، و أن تكون الفتاة و أهلها صادقين في نقل صورة الفتاة و ظروفها إلى الفتى و أهله، فالحياة الزوجية التي تبنى على الصدق أفضل من التي تبنى على الغش و التدليس.
ث‌. عدم المبالغة في التعارف بين الخاطب و المخطوبة، فلا يواعدها على اللقاء سرا و لا علنا، لأن الخطبة مشروع زواج، و لا يحل شيئا من الخطوبة، ولا يترتب على فسخها شيء من الحقوق للفتاة.
1-4- الخطأ في الخطبة:
و تخطئ بعض الأسر بدعوى العصرية، فتخرج بالخطبة عن حدودها الشرعية، و تسمح للشاب بالخروج مع خطيبته للنزهة و الرحلات و السينما و المسرح، لتقوية أواصر المحبة بينهما، و استمرار خطبتهما إلى الزواج المنشود. لكن عندما تفشل هذه الخطبة، تتحمل ابنتهم المسئولية و ينتقص قدرها، و قد تتعطل عن الزواج، لأن الشباب يفضلون خطبة فتيات لم تسبق خطبتهن.(بركات، 1977)
و قد يخطئ الشاب و الشابة فيخرجان بالخطبة عن حدودها الشرعية، عندما يتعارفان، و يتحابان سرا، ثم يعلنان خطبتهما بعد ذلك. و بالتالي تتحقق أهداف الخطبة قبل الإعلان عنها.
و الخطأ في الحالتين، راجع إلى أن هذه الأعمال لا ترضي الله و رسوله، وتخرج بالزواج عن قدسيته، و تجعله زواجا غير مبارك، قال تعالى: "و لا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم، على الله أنكم ستذكرونهن، و لكن لا تواعدوهن سرا، إلا أن تقولوا قولا معروفا".(البقرة: 235)
و لنا عبرة فيما حدث في المجتمعات الغربية من مشكلات في الخطوبة، فقد تبين من الدراسات أن 82٪ من البنات فقدن عذريتهن في فترة الخطوبة، و أن 50٪ منهن استمرت خطبتهن حتى الزواج، (Arkoff, 1968) كما وجد أن معدلات الطلاق كانت عالية عند الأزواج الذين مارسوا الجنس في الخطوبة (Kirkpatrick, 1963) و كان هذا دليلا تجريبيا على أن ممارسة الجنس قبل الزواج ليست من عوامل التوافق الزواجي لعد ذلك.(Morciano, 1986)(مرسي، 1990)
وفي دراسة على مائة شاب تزوجوا بعد قصة حب مع الزميلة في العمل أو الدراسة أو مع بنت الجيران، و مائة شاب آخر تزوجوا بالطريقة التقليدية تبين أن معدلات الطلاق بعد خمس سنوات في المجموعة الأولى 22٪ و في المجموعة الثانية 21٪، ممل يدل على عدم وجود علاقة بين النجاح في الزواج، و ممارسة الحب قبل الخطوبة و أثنائها، فالحب الحقيقي ينشأ بعد الزواج بحسن المعاشرة الزوجية.
وفي دراسة بنيت A. Bennet على حالات الزواج الرمانتيكية (زواج بعد فترة حب عنيف) وجدت أن الغرام استمر بين الزوجين بعد ثلاث سنوات من الزواج عند 1٪ منها فقط، في حين تحول الغرام عند 33٪ منها إلى تعاطف عادي، و عند 50٪ منها إلى إهمال و عدم اكتراث، وعند 16٪ منها إلى كراهية و عداوة و نفور. و انتهت الباحثة إلى أن الحب الجارف قبل الزواج عمره قصير بعد الزواج، لأن الزواج ليس عاطفة جامحة، أو هيام وغرام، بل صحبة و مودة ومحبة، تنشأ بالعشرة الزوجية التي تنمو و تترعرع مع الأيام.(إبراهيم، 1986)
وعلى الشباب أن يتقوا الله في الخطبة، فلا يخرجون عن حدودها الشرعية، حتى لا يتعرضون للإنحراف الذي يغضب الله، و يؤدي إلى فشل الخطبة، الذي يؤثر على الفتيات أكثر من الفتيان.
وعلى الآباء أن يتقوا الله في خطبة بناتهم، فيمكنونهن من التعرف على خاطبيهن في لقاءات عن قرب، تضمن السلوك المُرْض من الطرفين في فترة الخطوبة، و عليهم –أي الآباء- تقديم النصح والتوجيه والمتابعة، ولا يجبرون فتياتهم على الزواج، إذا ما تبين عيوبا في الخطيب، تستدعي فسخ الخطبة، ففشل الخطبة أخف ضررا من الفشل في الزواج.
2- عقد القران:
عندما يتعرف كل من الخاطبين على الآخر، و يقبل الحياة معه، تنتهي فترة الخطبة، و يعقد قرانهما، و يصبح كل منهما زوجا للآخر مع وقف التنفيذ حتى يتم الزفاف، الذي قد يحدث بعد عقد القران مباشرة، أو يؤجل إلى أن يستكمل كل منهما استعداداته للزواج.
ويقوم عقد القران على قبول كل من الرجل و المرأة، و شهادة الشهود، وموافقة ولي أمر المرأة. قال رسول الله -ص-: "لا نكاح إلا بولي و شاهدي عدل". لذا يعتبر كثير من الفقهاء الزواج الذي يتم على غير ذلك زواجا باطلا.
ويترتب على عقد الزواج م الناحية الشرعية وجوب دفع المهر للزوجة، و النفقة عليها، و ثبوت نسب الأطفال و حرمات المصاهرة، و حق التوارث بين الزوجين، و استمتاع كل منهما بالآخر، في حدود ما تعارف عليه الناس قبل الزفاف، و الذي يجعل الرجل و المرأة ((زوجين مع وقف التنفيذ)).
2-1- الزواج مع وقف التنفيذ:
"الزواج مع وقف التنفيذ" زواج ليس فيه دخول، حيث تبقى الزوجة في بيت أهلها، ولا يُلزم زوجها بالإنفاق عليها (سعيد، 1987). "فالزواج مع وقف التنفيذ" مرحلة انتقال من الخطبة إلى الزفاف، و هي مرحلة هامة في تنمية التآلف بين الزوجين، و في زرع مشاعر الود و المحبة بينهما قبل الزفاف. فإذا كانت الخطبة من الناحية الشرعية تقف عند النظرات المتبادلة في لقاءات التعارف بين الخاطبين، فإن "الزواج مع وقف التنفيذ" يسمح للزوجين بالخلوة الشرعية، والتفاعل معا عن قرب، بالقدر الذي يمكنهما من أن يختبر كل منهما مشاعر وأحاسيس الآخر، و يدرس شخصيته، ويقف على عاداته في التفكير و الأكل والشرب و الصرف و الترويح، و يقف على اتجاهاته واهتماماته في الحياة.
ويعتبر "الزواج مع وقف التنفيذ" مرحلة اختبار حقيقي، يختبر فيها كل من الزوجين مشاعره نحو الآخرين، و مشاعر الزوج الآخر نحوه، فإن ائتلفا ووجد كل منهما في الآخر ما يريده من المحاسن والمزايا، ووثق به، و اطمأن إليه، وقبل ما فيه من عيوب، اعتبر "الزواج مع وقف التنفيذ" تجربة ناجحة، و زف الزوجان، و انتقلا معا من حياة العزوبية إلى الحياة الزوجية، و استمتع كل منهما بالآخر.
2-2- الفشل في الزواج مع وقف التنفيذ:
أما إذا كان "الزواج مع وقف التنفيذ" خبرة فاشلة، ووجد أحد الزوجين (أوكلاهما) في الزوج الآخر عيوبا في التفكير و المشاعر و العادات، لا يقدر على تحملها، أو اكتشف أنه قد خُدع فيه، وشعر أنه لا يطمئن إليه، و لا يثق فيه، انفصل عنه من قبل أن يتماسا. فالطلاق في هذه الحالة أخف ضررا عليهما من الطلاق بعد الزفاف.
وقد عُني الإسلام بالفشل الذي قد يحدث في "الزواج مع وقف التنفيذ"، فشرع للزوجين التراجع عنه إذا أخفقا، و لم يأتلفا، و أباح لهما الطلاق من قبل المسيس. قال تعالى: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة، و متعوهن على الموسع قدره، و على المقتر قدره، متاعا بالمعروف حقا على المحسنين. و إن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن، و قد فرضتم لهن فريضة، فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون، أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح، و أن تعفوا أقرب للتقوى، و لا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير}. (سورة البقرة: 236-237)
و معنى هذه الآيات أنه لا إثم في طلاق النساء من قبل الدخول بهن، إذا كان هناك ما يدعو إلى عدم استمرار الزواج، و على الزوج دفع نصف المهر المسمى بينهما، و على الزوجة رد نصف المهر، إذا كانت قد أخذت مهرها. ثم رغَّب الإسلام الزوجة في العفو، فلا تأخذ من الزوج شيئا إن كانت لم تأخذ مهرها، و رغَّب الزوج في العفو، فيترك المهر كاملا للزوجة إن كان قد دفعه إليها.
كما نظر الإسلام إلى "الزواج مع وقف التنفيذ" نظرة تتفق مع طبيعة العلاقة بين الزوجين، و التي ليس فيها معاشرة جنسية، فرفع عن الزوجة شرط العدة التي في الطلاق بعد الدخول. فلا عدة لغير المدخول بها. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن، فمالكم عليهن من عدة تعتدونها، فمتعوهن و سرحوهن سراحا جميلا}. (سورة الأحزاب: 49)
2-3- أسباب عدم الاستفادة من هذه المرحلة:
يعتبر "الزواج مع وقف التنفيذ" مرحلة انتقال من الخطبة إلى الزفاف، يتم فيها التآلف، و تبادل الشاعر و العواطف بين الزوجين، و يقف كل منهما على عادات الآخر و مشاعره و أفكاره وميوله، و يسبر أغوار شخصيته. و هذا ما يجعلها مرحلة هامة في إجراءات الزواج. و مع هذا لم يهتم المسلمون بها و لا بأهدافها، و توسعوا في أهداف الخطبة، و غدا "عقد القران ليلة الزفاف، ونقل العروسين من الخطوبة إلى الزواج الفعلي مباشرة". من الأعراف السائدة في كثير من المجتمعات الإسلامية.
ويفضل بعض أولياء الأمور إطالة فترة الخطوبة، و السماح للخاطبين بالتفاعل معا في البيت وخارجه، و تبادل مشاعر الحب و المودة، و تشجيعهما على الإندماج، و سبر أغوار الشخصية، فإن ائتلفا تم زفافهما، و إن اختلفا فسخت خطبتهما بدون تعقيدات قانونية، و لا تعسف من أحد الطرفين. وهم –أي أولياء الأمور- في ذلك يقلدون الغربيين، و يخرجون على شرع الله في الخطبة.
ويعمد أولياء أمور آخرين إلى عدم السماح للخاطبين بالتفاعل معا، و لا بتبادل مشاعر الحب والمودة في الخطبة، و يزفونهما بعد عقد القران مباشرة قبل أن يحدث بينهما التآلف و التقارب، مما يجعل ليلة الزفاف خبرة مؤلمة، بسبب الخوف و الحياء الزائد و عدم ثقة كل من الزوجين بالآخر.
ويبدو أن من أسباب تأخير عقد القران، و عدم الاستفادة من مرحلة "الزواج مع وقف التنفيذ" في اختبار مشاعر و اتجاهات كل من الزوجين نحو الآخر ونحو الزواج، هو ما يترتب على عقد الزواج من سلطة للزوج على الزوجة، وصعوبة تطليقها منه، إذا اكتشفت عيوبا فيه، و رغبت في عدم إتمام الزواج. فكثير من الأزواج تظهر عيوبهم لعد عقد القران، و يتعنتون في الطلاق، ويشهرون "قانون الطاعة" في وجه الزوجة، ليجبروها على النشوز و التنازل عن حقوقها، وتعويضهم في مقابل حصولها على الطلاق، و في ذلك ظلم لها، من الصعب رفعه عنها في ظل تعقيدات إجراءات الخًلْع والتطبيق في المحاكم الشرعية الحالية.
2-4- آداب الزواج مع وقف التنفيذ:
من هنا كان من الضروري الإلتزام بآداب "الزواج مع وقف التنفيذ" و الإستفادة من هذه المرحلة في الإنتقال من الخطبة إلى الزفاف تدريجيا، و توفير الألفة والثقة المتبادلة بين الزوجين، قبل أن تنتقل الزوجة إلى زوجها بشكل نهائي.
من هذه الآداب الآتي:
أ‌. إخلاص النية في الوفاء بعقد الزواج، باعتباره أشرف عقد يعقده الإنسان في حياته. لذا سماه الله "الميثاق الغليظ" و أمر بالوفاء به فقال: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود}.(سورة المائدة: 1) و قال رسول الله -ص-: "أحق الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج". (رواه البخاري و مسلم) و قال الإمام البخاري –رحمه الله-: "اعلم أن أشرف العقود في شرع الله من المعاملات عقد النكاح، الذي هو سبب الخير و الصلاح. لهذا خصه الله بالإشهاد من العدول، و حضرة الأولياء من الأصول و الفروع، فلا نكاح إلا بولي و شاهدي عدل، و ما كان من نكاح غير ذلك فهو باطل".
ب‌. استمتاع كل زوج بالآخر في حدود شرع الله، و ما تعارف عليه الناس من عادات وتقاليد، و بحسب شعوره بالقرب النفسي منه. فعقد الزواج جعل الزوجة حلا لزوجها وهو حل لها. و من حقهما أن يلتقيا معا، و يتفاعلا معا في بيت أهل العروس و خارجه، و يخلو كل منهما بالآخر، حتى يختبر مشاعره نحوه، و يتعرف على أفكاره و اتجاهاته و ميوله وعاداته في الأكل و الصرف و التعامل مع الناس، و يقف على سلوكياته، و يسبر أغوار شخصيته من خلال التفاعل معه وجها لوجه في عدد من المواقف.
ت‌. محافظة الزوجين على نفسيهما، فلا يتماسا إلا ليلة الزفاف، حتى يكون لهذه الليلة طعمها المميّز، و خبرتها التي لا تنسى. فلا يطأ الزوج زوجته حتى يطمئن إليها، و تطمئن إليه، و لا تُمَكّن الزوجة الزوج من نفسها حتى تثق فيه، و تألف عاداته، و تقبل أفكاره.
ث‌. علاج الخلافات التي قد تنشأ بين الزوجين، و إصلاح أمرهما حتى يتم زفافهما. فمن المتوقع وجود بعض الصعوبات في تفاعلهما معا في "الزواج مع وقف التنفيذ" لتباينهما في الإهتمامات و التفكير و المشاعر والإتجاهات، أو عجزهما عن حل بعض المشكلات بسبب تسرعهما، و قلة خبرة كل منهما بالآخر.
ج‌. احترام كل من الزوجين إرادة الآخر في استمرار الزواج أو عدم استمراره، فلا يمسك الزوج الزوجة مع عدم رغبتها فيه، للإضرار بها، والانتقام منها، و لا تدعي الزوجة أنه دخل بها، و هو لم يدخل بها، رغبة في تحميله المهر و النفقة. و ليتق الله كل منهما في الآخر، فلا يظلمه و لا ينسى العشرة الطيبة التي كانت بينهما في الأيام السابقة. و ليكن المبدأ الذي يقوم عليه "الزواج مع وقف التنفيذ" قوله تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.(البقرة: 229) و قوله تعالى: {فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف}.(الطلاق: 2)
3- الزفاف:
يعتبر الزفاف المرحلة الأخيرة في إجراءات الزواج، حيث تنتقل الزوجة إلى بيت الزوجية، و تُكَوِّن مع زوجها أسرة جديدة، و تتغير مكانتهما الإجتماعية من العزوبية إلى الزوجية، و يمارسان معا دَوْرَيْ الزوج و الزوجة في إشباع حاجاتهما الجنسية و النفسية، و في رعاية كل منهما للآخر. ويغدو الزوج مسئولا عن زوجته، و الزوجة مسئولة عن زوجها، و يؤثر كل منهما في الآخر، ويتأثر به.
وتؤثر خبرة ليلة الزفاف على تفاعل الزوجين معا تأثيرا إيجابيا إذا كانت خبرة سارة لكل منهما، وتأثيرا سلبيا إذا كانت خبرة سيئة مؤلمة لأحدهما أو كليهما. فخبرة ليلة الزفاف تظل عالقة في ذِهْنَيْ الزوجين لسنوات عديدة، تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في أفكارهما و مشاعرهما نحو بعضهما و في اتجاهاتهما إلى الزواج و الحياة الزوجية.
وتعتمد خبرة ليلة الزفاف على التقارب النفسي بين الزوجين، و على ما لديهما من معارف عن هذه الليلة، وعلى معاملة كل منهما للآخر في أول لقاء بينهما فيه معاشرة جنسية. وتكون ليلة العمر بداية طيبة لزواج ناجح، إذا كان هناك تقارب نفسي بين الزوج وزوجته قبل الدخول بها. ونقصد بالتقارب النفسي ألفة كل منهما بالآخر، واطمئنانه إليه، وأنسه بوجوده معه، ورغبته فيه، فهذه المشاعر تعمل عمل الزيت في محرك السيارة. كما ان الزيت يسهل عمل أجزاء المحرك، ويمنع الإحتكاك المؤذي لهذه الأجزاء. كذلك يعمل التقارب النفسي بين الزوجين في ليلة الزفاف وفي الليالي التالية، حيث يجعل التواصل بينهما ميسورا خاصة في الإشباع الجنسي، فيسْلَمُ كل منهما نفسه للآخر في أمان واطمئنان، ويحصل الإستمتاع الجنسي و النفسي المتبادل بينهما.
3-1- قلق الزفاف:
أما عندما تزف الزوجة أو العروس إلى زوج لا تشعر بالقرب النفسي معه، فيحل الخوف مكان الأمن، والوحشة مكان الأنس، و النفور مكان الرغبة، و قد تشعر بالرعب من زوجها، وتعاني من "قلق ليلة الزفاف" وهو خوف غامض من الزواج، ومن الإشباع الجنسي، ومن كل ما يرتبط به، فتزداد مقاومتها اللاشعورية في تسليم نفسها لزوجها، وفي فض بكارتها. و قد تعاني من البرود الجنسي، والاضطراب النفسي بعد ذلك، خاصة إذا عمد الزوج إلى فض بكارتها بالقوة، واندفع في إشباع حاجته الجنسية دون النظر إلى حالتها النفسية في هذه الليلة. وبذلك يكون قد اغتصبها نفسيا، و أفسد حياتها الزوجية.
ويصيب "قلق الزفاف" أيضا الأزواج بسبب جهلهم بالعملية الجنسية، وخوفهم من العجز الجنسي والبرود الجنسي، وما لديهم من معلومات خاطئة، جمعوها من أقران منحرفين، أو من مشعوذين دجالين، أو من كتب فاسدة. وقد يؤدي هذا الخوف إلى عجز جنسي وظيفي عند الزوج. وهو عجز حقيقي عن ممارسة الجنس مع الزوجة دون أن يكون هناك سبب عضوي لذلك.
وتشير الدراسات إلى أن "قلق ليلة الزفاف" يعانيه البنات أكثر من الأولاد، وتعانيه البنت الحيّية والولد الحيّي (من الحياء) أكثر من البنت الجريئة و الولد الجريء، و أشارت هذه الدراسات أيضا إلى مسئولية هذا القلق في فشل زيجات كثيرة، و في عدم استمتاع زوجات و أزواج كثيرين بإشباع حاجاتهم الجنسية وشقائهم في حياتهم الزوجية.
3-2- الوقاية من قلق الزفاف:
وللوقاية من هذا القلق يجب تهيئة الزوجين نفسيا للزفاف، بتنمية التقارب النفسي بينهما، قبل أن تنتقل العروس إلى عريسها، و تزويدهما بالمعلومات الجيدة عن ليلة الزفاف، و مسئوليات كل منهما نحو الآخر، و كيفية التعامل معا بأساليب تحقق الأمن و الطمأنينة لهما، و تزيد رغبة كل منهما في الآخر، حتى تكون الزوجة لباسا لزوجها، و الزوج لباسا لزوجته في هذه الليلة.
وقد عُني الإسلام بما يحقق الأمن والطمأنينة للزوجين في هذه الليلة، فأوصى الرسول عليه الصلاة والسلام الزوجين باستحضار غاية الزواج وأهدافه في عقليهما، واستشعار فضل الله عليهما حتى يَحْسُنَ عملهما، ويؤلف بينهما في هذه الليلة والليالي التالية. فقال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا تزوج أحدكم امرأة فليأخذ بناصيتها (أي يضع رأسه على جبهتها) ويسم الله عزو وجل، وليدع بالبركة. وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه ".(رواه البخاري)
و رفع الإسلام من شأن إشباع الحاجة الجنسية بالزواج و عظّمها، فجعل المعاشرة بين الزوجين عبادة: { ففي بضع أحدكم صدقة }(البخاري) و أباح الإشباع الجنسي للزوجين أنّى شاءا:{نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم}.(البقرة: 223)، { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين }.(المعارج: 29-30) فإذا وعى الزوجان هذه المعاني للمعاشرة الجنسية في الزواج، فسوف يذهب عنهما الحياء و الخوف والخجل، و ينظر كل منهما إلى ممارسة الجنس مع الزوج الآخر نظرة تقدير واحترام، يذكر فيها اسم الله. فقد أوصى الرسول –عليه الصلاة و السلام- بأن يقول الزوجان عند الجماع: " بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ".(البخاري) حتى يحميهما الله هما و ذريتهما من الشيطان، فإن قضى الله بينهما و لدا لم يضره الشيطان شيئا. و أوصى الرسول-صلى الله عليه وسلم- أيضا الزوج بملاعبة زوجته و مداعبتها و مضاحكتها، و إدخال السرور عليها في هذه الليلة، قبل ممارسة الجنس. فقال لجابر: "هلا بكرا تلاعبها و تلاعبك، أو تضاحكها وتضاحكك". وفي رواية أخرى " تعضها و تعضك ".(مسلم)
ويتفق علماء النفس المسلمون وغير المسلمين على أهمية التهيئة النفسية والجنسية في هذه الليلة، حتى تكون ليلة العمر فاتحة خير لزواج ناجح، وأوصوا بالتواصل العاطفي بين الزوجين بالكلام والقبلات، وطلبوا من الزوج أن يُحْسن استقبال زوجته، ويداعبها ويلاعبها (مراد، 1954). وألا يضع همه في إزالة البكارة في أول ليلة، فقد يكون الغشاء سميكا، وقد تكون في حاجة إلى مزيد من العطف والحنان، حتى تشعر بالأمن، وتتجاوب معه. فالمرأة الحيّية تخاف من العملية الجنسية، وقد تكون لديها معلومات خاطئة عن الجنس، وتحتاج بعض الوقت لتعديل أفكارها واتجاهاتها نحوه، فقالوا: "لا يقع أحدكم على أهله كما تقع البهيمة وليكن بينكم رسول القبلة والكلام" (الاستانبولي،ب ت، 132).
ويشير الأطباء أيضا إلى أهمية المداعبة و الملاعبة في تهيئة المرأة جسميا ونفسيا ليلة الزفاف. فيقول الدكتور أورنو: "عندما يُقَبِّل الزوج زوجته تطرأ عليها تغيرات كثيرة، بعضها كيماوي، وبعضها الآخر عضوي، حيث تفرز الغدة النخامية هرمونا ينبه الغدتين فوق الكليتين، فتفرزا هرمونات في الدم، تنشط الدورة الدموية، والغدد الجنسية، وتنشط الجسم كله" (عن الإستانبولي، محمود مهدي. تحفة العروس: 124)
وإهمال الزوج المداعبة وعدم مراعاته الحالة النفسية للزوجة ليلة الزفاف يؤذيها نفسيا، ويؤثر على توافقها الجنسي بعد ذلك، وقد يؤدي إلى اضطرابها النفسي. فقد أشار الدكتور فريدريك كوهين في كتابه (حياتنا الجنسية) إلى بعض حالات الإضطراب العقلي بسبب قلق ليلة الزفاف. منها حالة شابة تزوجت برضاها، لكنها لم تتجاوب مع زوجها في ليلة الزفاف، ومنعته من فض بكارتها، لكنه أصر على فض بكارتها ومعاشرتها جنسيا، واستمر في صراع معها حتى انتابتها حالة من هياج وهوس، وأخذت تصرخ وتكسر أثاث الغرفة.
3-3- آداب ليلة الزفاف:
ولجعل ليلة الزفاف بداية طيبة لزواج ناجح ووقاية الزوجين من قلق الزفاف يجب عليهما وعلى أهليهما وأصحابهما الالتزام بآداب هذه الليلة، والتي من أهمها الآتي:
أ‌. مساعدة الزوجين على تحقيق التقارب النفسي بينهما قبل الزفاف، حتى تألف العروس عريسها قبل أن تزف إليه. و تخطئ بعض الأسر في زفاف العروس بعد عقد القران مباشرة، دون مراعاة لحالتها النفسية، مما قد يعرضها " لقلق الزفاف ".
ب‌. تبصير العروسين بمسئوليات ليلة الزفاف وما بعدها، وتزويدهما بالمعلومات الجيدة عن هذه الليلة، و توصية كل منهما بما يجب عليه نحو الآخر. ومن الوصايا المفيدة قبل الزفاف، وصية الرسول -ص- لسيدنا علي -ض- عندما خطب السيدة فاطمة، فقال: "هي لك على أن تحسن صحبتها".(الطبري، حديث حسن صحيح)
ت‌. عدم زفاف الفتاة و هي حائض، أو في وقت قريب من موعد عادتها الشهرية، لأن زفافها وهي على هذه الحالة يسبب لها و لزوجها إحباطات كثيرة، و يفسد عليهما ليلة الزفاف. وقد يوقعهما في الحرام و يؤذيهما نفسيا. لذا على الأهل الاتفاق مع ابنتهم على تحديد موعد الزفاف حتى لا يحدث هذا الخطأ.
ث‌. الإعلان عن الزفاف في حفل بسيط، يُدعى إليه الأهل والأصدقاء الصالحون لإدخال الفرح والسرور على الزوجين، ومشاركتهما وليمة زفافهما. قال رسول الله -ص-: "لابد للعروس من وليمة" (أحمد والطحاوي وقال حديث صحيح). وقال لعبد الرحمان بن عوف عندما عند علم بزواجه: "بارك الله لك أَوْلِمْ و لو بشاة" (رواه الجماعة).
ج‌. تهنئة العروسين بالزفاف والدعاء لهما بالبركة. فيقول الأهل والأصدقاء لكل منهما: (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير) (البخاري). قال ابن القيم: "كانوا في الجاهلية يقولون في تهنئتهم بالنكاح: بالرفاء و البنين" أي الالتحام والاتفاق بينكما. ويفضل عدم الدعاء "بالرفاء و البنين" فعن الحسن قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فقالوا له:"بالرفاء والبنين" فقال قولوا كما قال رسول الله -ص-: "بارك الله فيكم و بارك عليكم" (النسائي).
3-1- نماذج للمقبلين على الزفاف:
على الآباء و الأمهات تقديم النصح السديد لأبنائهم عند الزواج. فهم –أي الأبناء- في حاجة إلى خبرة من سبقوهم إلى الزواج. ومن وصايا الآباء، وصية عبد الله بن جعفر بن علي بن أبي طالب لابنته، فقال: "إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق. وإياك وكثرة العتب فإنه يورق البغضاء وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة وأطيب الطيب الماء" (عن الأستانبولي: 68).
ومن الوصايا التي يجب أن تكون دستورا تعيه كل زوجة قبل الزفاف، وصية أم إياس بنت عوف بن مسلم الشيباني، عند زفافها إلى عمرو بن حجر ملك كندة. فقالت لها: "إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل، و معونة للعاقل ... أي بُنيّة: النساء للرجال خلقن، والرجال للنساء خلقوا ... أي بُنيّة إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلّفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا. واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا". وهذه الخصال العشر هي:
(( الخضوع له بالقناعة – وحُسن السمع له بالطاعة - ولا تقع عينه منها على قبيح – ولا يشم منها إلا الطيب و ريح – و العناية بمواعيد طعامه – وتوفير سبل النوم الهادئ – وحسن التدبير في ماله – وحسن التربية لعياله – وعدم إفشاء سره – وعدم الفرح و هو مغتم ولا الحزن وهو مسرور)) (سابق، 1969: 234)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lifehope.forumalgerie.net
 
الجزء الثالث من العة الزوجية أخصائي صحة نفسية و إرشاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء الثاني من العة الزوجية أخصائي صحة نفسية و إرشاد
» ستجدون هنا كل ما يخص الحياة الزوجية من علاقات و تعامل و تفاعل و تواصل ووو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحياة امل :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: عروس وتجميل وتجهيز-
انتقل الى: